رحلة كيميائية إلى عالم الشوكولاتة
تعتبر الشوكولاتة من أكثر الأطعمة التي يفضلها الناس حول العالم. فهي لذيذة المذاق وتتميز بقدرتها على إدخال السعادة إلى قلوبنا. ولكن هل تساءلت يومًا عن سر انجذابنا الشديد لهذه الحلوى الفريدة؟
رحلة كيميائية إلى عالم الشوكولاتة
تعتبر الشوكولاتة من أكثر الأطعمة التي يفضلها الناس حول العالم. فهي لذيذة المذاق وتتميز بقدرتها على إدخال السعادة إلى قلوبنا. ولكن هل تساءلت يومًا عن سر انجذابنا الشديد لهذه الحلوى الفريدة؟
في هذه المقالة، سنستكشف الشوكولاتة من منظور كيميائي، حيث سنتعرف على تركيبها الكيميائي، تاريخ صنعها، طرق تصنيعها، وتأثيرها الفعّال على جسم الإنسان.
أولا تركيب الشوكولاتة الكيميائي:
المكونات الأساسية التي تستخدم في صنع الشوكولاتة حسب النوع:
- الشوكولاتة الداكنة:
- زبدة الكاكاو: تعتبر زبدة الكاكاو المكون الرئيسي في الشوكولاتة الداكنة. وهي تستخرج من حبوب الكاكاو وتساهم في إعطاء الشوكولاتة قوامها الكريمي والناعم.
- مسحوق الكاكاو: يتم الحصول على مسحوق الكاكاو عن طريق طحن حبوب الكاكاو المحمصة، وهو يعطي الشوكولاتة الداكنة طعمها الفريد ولونها الغامق.
- سكّر: يستخدم السكر لإضفاء الحلاوة على الشوكولاتة الداكنة. يمكن استخدام أنواع مختلفة من السكر مثل سكر القصب أو السكر البني، وذلك حسب الوصفة المستخدمة.
- الشوكولاتة بالحليب:
- زبدة الكاكاو: تستخدم زبدة الكاكاو أيضًا في صنع الشوكولاتة بالحليب لتمنحها القوام الكريمي والنكهة الغنية.
- مسحوق الكاكاو: يستخدم مسحوق الكاكاو في إضافة طعم الشوكولاتة ولونها.
- حليب: يتم استخدام الحليب في صنع الشوكولاتة بالحليب لإضفاء القوام الكريمي والنكهة اللذيذة. يمكن استخدام حليب عادي طازج أو حليب مجفف، وذلك حسب التفضيلات والوصفة المستخدمة.
- سكّر: يتم إضافة السكر لإعطاء الشوكولاتة الحلوة المميزة.
- الشوكولاتة البيضاء:
- زبدة الكاكاو: تعتبر زبدة الكاكاو أحد المكونات الرئيسية في الشوكولاتة البيضاء لإعطائها القوام الكريمي والنكهة اللطيفة.
- حليب: يستخدم الحليب في صنع الشوكولاتة البيضاء لإضفاء القوام الكريمي والنكهة الغنية.
- سكّر: يتم إضافة السكر لإعطاء الشوكولاتة البيضاء الحلاوة المطلوبة.
يرجى ملاحظة أن هذه المكونات هي الأساسية وقد تختلف الوصفات والعلامات التجارية في استخدام بعض المكونات الأخرى أو إجراء تعديلات طفيفة حسب الذوق والتفضيلات.
وبالتالي يعتبر مسحوق الكاكاو هو المكون الأهم لكلا من الشوكولاتة الداكنة والشوكولاتة بالحليب ولكن الشوكولاتة البيضاء لايوجد فيها مسحوق الكاكاو ولكن المكون الأهم بها هو زبدة الكاكاو ،
لنتعرف على التركيب الكيميائي للشوكولاتة علينا التعرف على التركيب الكيميائي للكاكاو لأنها المكون الأهم فيها.
وبالتالي تتألف الشوكولاتة اللذيذة من عدة مكونات رئيسية؛ هى الكاكاو ومكونات أخرى (السكر ، زبدة الكاكاو ،الفانيليا ، المواد العطرية) .
التركيب الكيميائي للكاكاو:
الكاكاو هو المكون الرئيسي في الشوكولاتة ، ويتم استخراجه من بذور شجرة الكاكاو (Theobroma cacao). تحتوي الكاكاو على العديد من المركبات الكيميائية المهمة التي تسهم في خصائص الشوكولاتة . و هذه المركبات هي :
الدهون والبروتينات والكربوهيدرات.و أيضا تحتوي الكاكاو على مركبات مهمة مثل المواد الفينولية والكافيين و الثيوبرومين.
وتوضيح المركبات السابقة كما يلي :
1-الدهون: تشكل الدهون نسبة تتراوح بين 25-40٪ من وزن الكاكاو. وتتألف دهون الكاكاو من حمض الستياريك وحمض الأوليك وحمض البالميتيك. تلعب الدهون دورًا هامًا في تحقيق القوام الكريمي واللزج للشوكولاتة.
2-البروتينات: تحتوي الكاكاو على البروتينات التي تعمل على منح الشوكولاتة القوام والمرونة. بعض هذه البروتينات تُعرف باسم “الأكتين” وتسهم في تكوين الهيكل الداخلي للشوكولاتة.
3-الكربوهيدرات: تتراوح نسبة الكربوهيدرات في الكاكاو بين 10-20٪ من وزنها. تتضمن الكربوهيدرات السكريات المختلفة مثل السكروز والجلوكوز والفركتوز، وتلعب دورًا في تعزيز النكهة الحلوة للشوكولاتة .
4-المواد الفينولية: تعتبر المواد الفينولية مجموعة هامة من المركبات الكيميائية في الكاكاو، والتي تشمل البوليفينولات والفلافونويدات. تُعتبر هذه المركبات مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم من الضرر الناتج عن الجذور الحرة حيث تتفاعل معها وتزيلها وهذه الجذور تشارك في عملية الشيخوخة وفي تطور بعض الأمراض.
5-الكافيين : يتواجد الكافيين بكميات قليلة في الكاكاو، وهو مادة منبهة تعزز اليقظة وتنشط الجهاز العصبي المركزي.
6-الثيوبرومين: هو قلويد التركيب الكيميائي لهذا المركب العضوي أنه يتكون من العناصر الكيميائية التالية: الكربون (C)، الهيدروجين (H)، النيتروجين (N)، والأكسجين (O). تكون صيغته الكيميائية C7H8N4O2. بالرغم من تسميته، المركب لا يحتوي على البرومين (البروم) – فاللفظ مشتق من كلمة Theobroma cacao وهو اسم شجرة الكاكاو.
يعتبر الثيوبرومين منبهًا طبيعيًا موجودًا في الكاكاو، وله تأثير معتدل على الانتباه والمزاج.
تركيب الشوكولاتة الكيميائي يلعب دورًا مهمًا في تعزيز مذاقها ومظهرها وملمسها اللذيذين التي نستمتع بهما. وتكمن جمالية الشيكولاته في توازن تلك المكونات الكيميائية التي تعمل معًا لتكوين تجربة شهية فريدة.
ثانيا تاريخ صنع الشوكولاتة:
يعود تاريخ صنع الشوكولاتةإلى آلاف السنين. كان الأزتيك والمايا القدماء هما الشعبان الأولان الذين اكتشفوا فوائد شجرة الكاكاو وبذورها. كانوا يقومون بتحضير مشروب الشيكولاته الذي كان يعتبر مقدسًا بالنسبة لهم.
وبعد اكتشاف الأمريكيين للقارة الأمريكية، تم أخذ الشيكولاته إلى أوروبا حيث تم تطوير عملية صنع الشوكولاته الحالية.
أصل كلمة “شوكولاتة”:
من المعروف أن كلمة “شوكولاتة” دخلت اللغات الأوروبية من اللغة الإسبانية.
تُعتقد أن كلمة “chocolātl” في اللغة الناواتلية، التي كانت تستخدم في حضارة الأزتيك، قد تكون أصل كلمة “شوكولاتة”. يُعتقد أن “xocolātl” قد يشير إلى المشروب المر من الكاكاو، حيث “xócoc” يعني “مر” و”ātl” يعني “ماء” أو “شراب”. قد يعني أيضًا “الكاكاو المحظور”، نظرًا لقيمته العالية وحظر استهلاكه لبعض الطبقات في المجتمع الأزتيك.
من الإسبانية، انتشرت كلمة “chocolate” إلى اللغات الأخرى حول العالم للإشارة إلى المنتج المحبب للكثيرين، وهو الشوكولاتة.
ثالثا طرق تصنيع الشوكولاتة :
يتطلب صنع الشوكولاتة عملية معقدة تتضمن عدة خطوات.
1- يتم فصل البذور عن مادة الكاكاو السائلة المحيطة بها.
2- يتم تحميص البذور لإبراز نكهتها الفريدة.
3- يتم طحن البذور وتحويلها إلى مسحوق الكاكاو.
4- خلط هذا المسحوق مع السكر والزبدة الكاكاو لتكوين عجينة الشوكولاتة.
5- يتم تكثيف العجينة وتكوين هيكل بلوري مستقر من خلال عملية التقشير والتعريب.
6- يتم صب العجينة في قوالب وتبريدها للحصول على الشوكولاتة النهائية.
رابعا تأثير الشوكولاتة على الجسم:
تأثير الشوكولاتة على الجسم يعود إلى مجموعة من المكونات الموجودة فيها، بما في ذلك الكاكاو والسكر والدهون والمواد المضافة. هنا تأثيرات رئيسية قد تحدث عند تناول الشوكولاتة:
- رفع المزاج: تحتوي الشوكولاتة على مواد تعزز الإفرازات المختلفة في الدماغ، مثل السيروتونين و الفينيل إيثيل أمين، والتي قد تساهم في رفع المزاج وتحسين الشعور بالسعادة والراحة النفسية.
- تأثير محتمل لمضادات الأكسدة: الشوكولاتة الداكنة بشكل خاص، بسبب ارتفاع نسبة الكاكاو فيها، تحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الفلافونويدات ، والتي يعتقد أنها تحمي الجسم من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.
- زيادة الطاقة والتنشيط: يحتوي الشوكولاتة على كمية معتدلة من الكافيين، وهو منبه يعزز اليقظة ويزيد من مستويات الطاقة والانتباه.
- تأثيرات قليلة على المزايا الصحية: يشير البعض إلى بعض الفوائد الصحية المحتملة للشوكولاتة، مثل تحسين صحة القلب وتقليل ارتفاع ضغط الدم، وذلك بفضل مضادات الأكسدة والمواد الفينولية الموجودة فيها.
- ذكر موقع “بيزنس إنسايدر” (Business Insider)، أن تناول الشوكولاتة يؤدي إلى إطلاق الدوبامين، وهو ناقل عصبي يثير الشعور بالسعادة في مناطق معينة من الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن تناول الشوكولاتة اللذيذة تجربة حسية مميزة، حيث ينعكس الشكل اللذيذ والعطر الزكي للشيكولاته على إحساسنا بالسعادة والرضا.
مع ذلك، يجب ملاحظة أن تأثير الشوكولاتة على الاحساس بالسعادة قد يكون مؤقتًا ومرتبطًا بالتجربة الحسية والذوق الشخصي لكل فرد. قد يكون هناك أيضًا تأثير نفسي للشوكولاتةحيث يُرتبط بذكريات إيجابية وتجارب سعيدة للأفراد.
و ينبغي ملاحظة أن تناول الشوكولاتة بشكل معتدل مهم لأنها تحتوي على سعرات حرارية عالية ومحتوى دهون وسكر. من الأفضل تناول الشوكولاتة الداكنة ذات النسبة العالية من الكاكاو والمحتوى المنخفض من السكر للاستمتاع بفوائدها الصحية بدون زيادة في السعرات الحرارية.
في ختام هذه المقالة، يمكننا القول إن الشوكولاتة ليست مجرد حلوى لذيذة، بل تحمل تركيبًا كيميائيًا مدهشًا يسهم في تأثيرها على جسم الإنسان واحساسه بالسعادة.
في النهاية، دعونا نستمتع بشرب كوب من الشوكولاتة ونستمتع بلحظات السعادة التي توفرها لنا هذه الحلوى الرائعة. فلذة الكاكاو المترسخة تبقى رفيقًا ممتعًا ولذيذًا في رحلتنا اليومية للسعادة.
